مقالات و آراء – الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان https://arch.nshr.org.sa Sat, 18 Mar 2023 21:21:16 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.8.1 تمكين المرأة تعليميًا واجتماعيًا في رؤية 2030 https://arch.nshr.org.sa/?article=article15113 Sat, 18 Mar 2023 21:21:16 +0000 https://nshr.org.sa/?post_type=article&p=15113 المزيد]]> سأتحدث أولاً عن تمكين المرأة في التعليم والتدريب، حيث وجّهت وزارة التعليم بتقديم عدد من البرامج التعليمية والتطويرية لتحسين بيئة المرأة العاملة بالتعليم، فأطلقت -ضمن البرنامج الوطني لتطوير التعليم- مبادرة تحسين الممارسات المهنية والتربوية لدى المعلمات، والبعد عن العزلة المهنية، بتقديم مجموعة من الندوات وورش العمل للمعلمات في جميع أنحاء الوطن.. وآمنت المملكة بدور المرأة كقيادية، فكلّفت امرأة كمتحدثة رسمية لوزارة التعليم للمرة الأولى في تاريخ التعليم، كما أصبحت مديرة جامعة برتبة وزير.

ويلاحظ أنّ معدّلات الالتحاق الصافي للإناث بالتعليم العام قد ارتفعت منذ عام 2008 حتى عام 2014 بنسب عالية، وقد وصل عدد الملتحقات من الإناث في مؤسسات التعليم العالي في عام 2015م (749.375)، وواصلت مؤسسات التعليم تنفيذ الخطط الوطنية الرامية لتهيئة الكوادر البشرية النسائية للعمل في الجامعات كأعضاء هيئة تدريس لمعالجة النقص الكبير.

ومن حيث التدريب المهني، فقد تضاعف عدد الكليات التقنية للإناث في مختلف المناطق خلال عشر سنوات، فأُنشئت أول كلية في عام 2007م، وبلغت في عام 2015م (18) كلية، تعنى بتوفير تدريب نوعي للمرأة لرفع كفاءتها وتأهيلها للانخراط بسوق العمل.

ولهذا أولت المملكة عناية خاصة ببرامج مواصلة التعليم بما يتوافق مع تطلعاتها في خطط التنمية في ما يخص خفض نسبة الأمية بين النساء من خلال تدابير تشريعية وغير تشريعية من أبرزها تطبيق قرار إلزامية التعليم، وإنشاء إدارة حكومية لتعليم الكبار تعنى بإعداد خطط وبرامج تعليم الكبار، والتوسع في نشر مدارس التعليم العام، وافتتاح مراكز لمحو الأمية.

وأطلقت الوزارة عددًا من البرامج المرنة التي تستهدف الوصول للمستهدفات، كبرامج: مجتمع بلا أمية، ومدينة بلا أمية، ومشروع (قوافل النور) الذي يستخدم التقنية في التدريس بواسطة سيارات متنقلة كفصول بحواسيب تتنقل في القرى؛ لمحو أمية المرأة الريفية وتوعيتها، وبرنامج الحي المتعلم، ومشروع الحملات الصيفية للتوعية ومحو الأمية الذي يقدم مكافآت مالية للمستفيدين تشجيعًا لهم، والخدمات المساندة، كالمستلزمات الدراسية، والنقل وغيرها.

ومن هذه البرامج، برنامج دعم رواتب المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية، وهو أحد البرامج التي ساهمت في رفع معدل السعودة في وظائف التعليم الأهلي من خلال زيادة سلّم الرواتب، ووضع حد أدنى لها ليبدأ من 5000 ريال مضافًا إليها 600 ريال.

كما يسهم الصندوق بنسبة 50٪ من الراتب الأساسي لمدة 5 سنوات. ووفرت الوزارة للنساء العاملات عدة خدمات كإتاحة وظائف، وإيجاد عدد من مقار حضانة لأطفال العاملات في قطاع التعليم، ومنح بدل (توصيل)، وإتاحة فرصة التعليم عن بعد في الجامعات بهدف مساعدة المرأة على إكمال تعليمها.

أما عن الدعم الاجتماعي للمرأة، فيعد بنك التنمية الاجتماعية إحدى الركائز الحكومية المهمة في مجال تقديم برامج التمويل التنموية الميسرة للمواطنين؛ لتمكينهم من المساهمة بدور فاعل ومؤثر في مسيرة البناء، إضافة لدعم المشاريع الصغيرة والناشئة لما لها من أهمية عالية في بناء اقتصاد المملكة، وقد تبنّى البنك إستراتيجيات وخطط لتطوير هذا القطاع وتسهيل وتسريع عملية التمويل من خلال برنامج تمويل المشاريع.

وأطلق البنك مبادرة (تالة المرأة) تستهدف دعم مشاريعها بالشراكة بينه بين وزارة الموارد البشرية لدعم رواد الأعمال وأصحاب المنشآت والعاملين لحساب أنفسهم لإطلاق مشاريع تنموية وأفكار تخدم المرأة من خلال مجالات متعددة في جميع مناطق المملكة، بالإضافة إلى تقديم خدمات مالية تتمثل في تمويل مشاريع العمل الحر والمنشآت الصغيرة، وخدمات غير مالية كالتدريب وتقديم الاستشارات، ووفقًا للاتفاقية المبرمة بين الجهتين سيتم تأهيل عدد من المتدربات.

ولدعم الأرامل والمطلقات تأسست جمعية دعم لرعاية الأرامل والمطلقات بمنطقة مكة المكرمة لتقديم الخدمات لهن، كما تسعى الجمعية لتقديم المساندة اللازمة والعاجلة لهن، والتي تشمل الاستشارات النفسية والقانونية والاجتماعية بالإضافة لتوفير السكن وغيرها من الاحتياجات.

ولا يقف تقديم الدعم لهذه الفئة على الاستشارات؛ بل تسعى الجمعية لتمكينهن في المجتمع بتأهيلهن على مهارات سوق العمل، ومحاولة توظيفهن بالشراكة مع القطاعات ذات العلاقة. نسعى من خلال هذه الوثيقة إلى تحويل هذا الطموح إلى عملٍ مؤسسي حتى يكون مشروعًا مستدامًا في موارده المالية والبشرية.

وقد دعّمت الحكومة الأرامل والمطلقات بتوفير عدة خدمات، كصندوق النفقة، والدعم السكني للأرامل، وخدمة معاش الضمان للأرامل والمطلقات، وبرنامج كنف، وجمعية دعم، وبرنامج الأمان الأسري الوطني.

ومن مجالات عمل برنامج الأمان الأسري: تعزيز دور المملكة في المجالات الإنسانية والمساهمة في إعداد الأنظمة والسياسات الوطنية لمكافحة العنف الأسري.. المساهمة في إعداد الإستراتيجيات والخطط الوطنية المستقبلية لمكافحة العنف الأسري.. تعزيز الشراكة والتضامن مع القطاعات الحكومية والجمعيات الأهلية والخيرية المعنية من أجل توحيد الجهود الوطنية المشتركة، والعمل على تجاوز العقبات والازدواجية في الأهداف والأداء.. رفع الوعي المجتمعي أفرادًا ومؤسسات بأضرار العنف الأسري وتأثيراته السلبية على المجتمع.

هذه بعض مجالات تمكين المرأة في رؤية 2030 التي حقّقت بموجبها إنجازات كبرى سبقت بها أخواتها العربيات اللاتي سبقنها في التحصيل العلمي بعدة عقود.

]]>
السعودية.. حفظ حقوق الإنسان واستقرار العالم https://arch.nshr.org.sa/?article=article15059 Tue, 28 Feb 2023 14:24:55 +0000 https://nshr.org.sa/?post_type=article&p=15059 المزيد]]> – المملكة العربية السعودية تلعب دورا هاما وفاعلا ومؤثرا في الاستجابة لمختلف التحديات الإنسانية والاقتصادية التي تمر بها الدول، سواء على المستويات الإقليمية أو العالمية.. وذلك يأتي التقاء مع المكانة الدولية الرائدة للمملكة وارتكازا على سياستها ومبادئها التي تشكل نهجا راسخا في تاريخ الدولة منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «يحفظهم الله».
– وهنا نقف عند الذي تم تنفيذًا لما أعلنت عنه المملكة العربية السعودية في منتصف شهر ربيع الأول 1444هـ، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بفخامة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا، بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا بمبلغ 400 مليون دولار، حين حضر صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ومدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك مراسم التوقيع على اتفاقية ومذكرة تفاهم بين المملكة وأوكرانيا، وذلك بقيمة تصل إلى 400 مليون دولار أمريكي، تتضمن برنامج تعاون مشترك لتقديم مساعدات إنسانية من المملكة لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، حيث وقع على الاتفاقية معالي المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، ونائب رئيس الوزراء لإعادة إعمار أوكرانيا وزير تنمية المجتمعات والأقاليم في أوكرانيا اوليكساندر كوبراكو.
كما تتضمن مذكرة التفاهم تمويل مشتقات نفطية بقيمة 300 مليون دولار كمنحة مقدمة من حكومة المملكة العربية السعودية من خلال الصندوق السعودي للتنمية لصالح أوكرانيا، حيث وقَّع على المذكرة الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية سلطان بن عبدالرحمن المرشد، ومعالي وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو.. هذه التفاصيل الآنفة الذكر، كما أنها تعكس حرص حكومة المملكة العربية السعودية على دعم أوكرانيا وشعبها الصديق في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، والإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها.. فهي تأتي ضمن أطر المشهد المتكامل لتلك الجهود والمبادرات المستديمة التي تبذلها المملكة في سبيل الإسهام باستقرار العالم وحماية حقوق الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها.
– السعودية.. ركيزة الأمن ومنبر الأمان.. وطن الأمجاد وراية السلام يشهد الحاضر كما التاريخ ويستبشر بالحقيقة.. المستقبل.

 

]]>
السلم الدولي https://arch.nshr.org.sa/?article=article15057 Tue, 28 Feb 2023 14:16:38 +0000 https://nshr.org.sa/?post_type=article&p=15057 المزيد]]>

لطالما كانت المملكة حريصة على تعزيز نشر السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وسخرت من أجل هذا الهدف إمكاناتها وقدراتها وعلاقاتها الطيبة مع الدول كافة، والمنظمات الدولية، إيماناً منها بأن الحروب لا فائز فيها، وأن تبعات هذه الحروب مدمرة للشعوب والاقتصادات الدولية، وبخاصة في الدول المتحاربة.

ويحفل التاريخ السعودي بصفحات مضيئة تدعم حركة السلم الدولي، وذلك من خلال جهود استثنائية بذلها قادة البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه -، وصولاً إلى قائد مسيرة السلام، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، باستضافة كثير من الفرقاء على أرض المملكة، بغرض تعزيز التصالح بينهم، إذ تؤمن المملكة بأهمية الوفاق بين الشعوب، ونشر التآلف والتسامح بين البشر، بصرف النظر عن الجنس واللون والدين والعرق والانتماءات السياسية، وتنادي بترسيخ التعاون والتكامل بين الدول، وترى أن هذا التعاون يرتقي بحياة الشعوب، ويعمر الأرض، ويعمل على رفاهية الإنسان.

ومنذ اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية، والمملكة أعلنت أكثر من مرة أنها تساند كل الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء تلك الحرب في أسرع وقت، ورأت أن حل الأزمة المناسب سيكون سياسياً عبر التفاوض المباشر، والوصول إلى حلول ترضي الطرفين.

ولعل الزيارة التي قام بها الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، على رأس وفد مرافق إلى أوكرانيا، بمثابة دليل جديد يؤكد مساعي المملكة في هذا الصدد، وخلال الزيارة شددت المملكة – مرة أخرى – على دعمها كل ما يسهم في خفض حدة التصعيد، وحماية المدنيين، والسعي الجاد نحو الحلول السياسية التفاوضية، ولم ينس الجانبان أن يناقشا فرص تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

ولم تقتصر الجهود السعودية على المسار السياسي، وإنما كان هناك خط موازٍ لها، إذ أعلنت أيضاً مواصلتها الجهود الإنسانية للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عن تلك الحرب، وسارعت في تقديم حزمة مساعدات إغاثية إلى أوكرانيا بمئات الملايين من الدولارات.

الجهود السعودية في تلك الأزمة، كانت – وما زالت – محل تقدير واحترام من روسيا وأوكرانيا، فضلاً عن المنظمات الدولية، التي ترى المملكة دولة داعمة للأمن والسلم الدوليين، وتعمل لصالح ترسيخ السلام في أنحاء المعمورة.

 

]]>
أفضل مدينة سعودية للمتقاعدين https://arch.nshr.org.sa/?article=article14904 Tue, 27 Dec 2022 18:11:41 +0000 https://nshr.org.sa/?post_type=article&p=14904 المزيد]]> ما الذي يبحث عنه المتقاعدون بعد تقاعدهم؟ ما هي حاجاتهم؟ لماذا ينتظر كثير من المتقاعدين لحظة تقاعدهم بفارغ الصبر، فيبدأون بتنفيذ خططهم لحياتهم لما بعد التقاعد، والتي عملوا عليها سنوات طويلة، مشتملة على كل الترتيبات المالية والاجتماعية والصحية؟

ولماذا يقصد المتقاعدون دولاً ويستقرون في أماكن ووجهاتٍ بعينها؟ لماذا تتنافس الدول على الفوز برضا المتقاعدين وجذب اهتمامهم وتحقيق رغباتهم وحاجاتهم؟ كيف حافظت تلك الدول على ميزة جذب المتقاعدين واستمرارها بريادتها في جذب المتقاعدين لعقود من الزمن؟

لماذا يفضل الفرنسيون وبعض الأوروبيين -على سبيل المثال- الاستقرار الجزئي أو الكلي في المغرب في المرتبة الثالثة بعد البرتغال وإسبانيا بعد تقاعدهم حسب بعض المؤشرات، بينما تأتي الدول الإسكندنافية أو بعض منها في المرتبة الأولى عالمياً كأفضل وجهة عالمية للمتقاعدين، حسب تصنيفات ومؤشرات أخرى؟

هل الصدفة التي تجمع ما بين حاجة المتقاعد مع المكان المناسب لقضاء مرحلة التقاعد أم أن هناك تخطيطاً لذلك؟ هل هو تخطيط المتقاعد أم عمل المتقاعد أم هو تخطيط الدول الجاذبة للمتقاعدين أم هي ثقافات الشعوب والمجتمعات التي تعطي قيمة وأهمية للمتقاعدين ولا تعتبرهم أناساً انتهت صلاحيتهم؟

هل من دور لثقافات الشعوب في تفضيلاتهم للدول والأماكن ووجهاتهم وفي ترتيبهم لأولوياتهم ولاحتياجاتهم بعد تقاعدهم؟ هل تكفي مؤشرات: السكن، والمزايا والخصومات، والتأشيرات والإقامة، وتكلفة المعيشة، والترفيه، والرعاية الصحية، والمناخ، والفرص، والتي يعمل بها المخططون لجذب المتقاعدين، هل تكفي، وهل تختلف من ثقافة لأخرى؟

ماذا عنا نحن العرب؟ هل يوجد لدينا نحن العرب ومنهم الخليجيون وبينهم السعوديون، ثقافة التقاعد والتخطيط لما بعد التقاعد؟ لماذا يتفاجأ بعضنا بتقاعدهم ويرتبك صحياً واجتماعياً ومالياً بعد التقاعد وكأنه لا يعرف بأنه سيتقاعد؟ هل هي مشكلة الشعوب أم هي مشكلة الحكومات؟ لماذا يهدر بعضنا مرحلة هي الأنضج والأثرى بين مراحل العمر لكثير من المتقاعدين؟ ما تأثير غياب وعي المتقاعد بأهمية هذه المرحلة وعدم الاستعداد لها؟ لماذا تهدر بعض الحكومات متقاعديها وتزهد بهم اقتصادياً واجتماعياً؟

هل يخطط العرب، ومنهم الخليجيون، وبينهم السعوديون لما بعد التقاعد؟ وما هي حاجات المتقاعدين منهم؟ وما هي الدول والأماكن والوجهات التي يقصدونها؟ ولماذا يقصدونها؟

تتحدث بعض الأرقام عن أن هناك عدداً من السعوديين يقيمون في أكثر من دولة خارج المملكة، لكن هذا الرقم عامة، ويدخل تحته الطلاب ورجال الأعمال وحتما المتقاعدين وغيرهم من الفئات، كما لا تتوفر أرقام دقيقة عن المتقاعدين الخليجيين، والعرب بشكل عام، وقد تكون هناك إحصاءات عن المتقاعدين لبعض الدول العربية، لكنني لم أتوصل لها لحظة كتابة هذا المقال.

من هنا، وفي حدود معرفتي ومن واقع ملاحظاتي هناك نسبة من المتقاعدين السعوديين الذين يقصدون المدن السعودية البحرية حيث يألف هؤلاء البحر وحياة الشواطئ والطقوس الرياضية البحرية والصيد والأكل البحري، بينما يؤثر البعض الاستقرار الجزئي أو الكلي في مكة المكرمة أو المدينة المنورة للتعبد والاستجمام والطاقة الروحية التي يجدها عادة زوار الأماكن المقدسة، كما أن شريحة ممن أعرفهم يأوون الريف والقرى لينعموا بالهدوء والسكينة والبساطة بعيدا عن ضوضاء المدن وضجيجها.

في نهاية المطاف، أتوجه بسؤالي إلى وزارة الاستثمار وإلى وزارة البلديات والإسكان وغيرهما من الجهات المعنية: لماذا لا يوجد لدينا مدينة أو مدن ذات ميزة نسبية تستهدف المتقاعدين ويقصدها المتقاعدون؟ وأسأل المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية: لماذا لا تستثمر جزءاً من رؤوس أموالها وأرباحها في تبني أهم ثلاث أو أربع مدن سعودية ذات خصائص مناخية وروحية وطبيعية مختلفة لجذب واستقرار المتقاعدين السعوديين وغير السعوديين من خلال تجهيز وتهيئة تلك الأماكن بالبنية التحتية والمصحات العلاجية الطبيعية، بالإضافة لسن التشريعات والقوانين اللازمة لذلك مع التسهيلات التي عادة ما تقدمها الدول لجذب واستقرار المتقاعدين؟

]]>
الملكية الفكرية.. دعم وحماية الإبداع والابتكار https://arch.nshr.org.sa/?article=article14903 Tue, 27 Dec 2022 18:07:13 +0000 https://nshr.org.sa/?post_type=article&p=14903 المزيد]]> في زمن ما قبل الرؤية الوطنية 2030، كان مصطلح «الملكية الفكرية» يكاد يقتصر فهمه ومعناه على ما هو متعلق بالأفكار الأدبية والثقافية لا أكثر، لكن الرؤية التي تستند أهم مرتكزاتها على الابتكار والإبداع في كل مجال جعلت هذا المصطلح شاملاً ومهماً، لأن أي ابتكار وإبداع يحتاج بالضرورة إلى حمايته وتعزيز تنافسيته عالمياً، لا سيما في المجال الاقتصادي الذي أصبح يشكل عصب الحياة والمحرك الرئيسي لأي تنمية وازدهار في كل بلدان العالم. ولهذا السبب تم تأسيس الهيئة السعودية للملكية الفكرية عام 2017، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، وعلى إثرها تم انضمام المملكة لمجموعة من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة، لتكون النتيجة تقدمها في العديد من المؤشرات العالمية، إذ احتلت المملكة المرتبة 24 في مؤشر التنافسية الرقمي العالمي، متقدمة 20 مركزاً خلال عام 2021، كما تقدمت 4 مراتب في مؤشر حماية الملكية الفكرية في تقرير التنافسية العالمية.

المملكة من خلال رؤيتها لتكون نموذجاً اقتصادياً متميزاً في العالم، تشجع وتدعم الشركات والمؤسسات الجديدة التي تقوم على الأفكار الخلاقة والرؤى المبدعة والابتكارات الملهمة، ولهذا يكون نظام الملكية الفكرية في غاية الأهمية في تعزيز تنافسيتها من خلال:

حماية المنتجات والخدمات من الانتهاكات، زيادة ظهور المنتجات وجاذبيتها وقيمتها في السوق، تمييز المؤسسة ومنتجاتها عن المنافسين، الوصول إلى المعلومات التقنية والتجارية، تجنب مخاطر استخدام محتوى مملوك لأطراف خارجية دون علم أو فقد معلومات وابتكارات إبداعية قد تخص شركة ما عن طريق الخطأ، ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على بناء نماذج أعمال أكثر تنافسية من خلال حماية تصاميمها وتعزيز وضعها التنافسي وقيمتها التجارية ودخولها إلى أسواق عالمية بحماية نظام دولي، مثل نظام لاهاي «النظام الدولي للتصاميم»، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو».

كل هذا العمل الضخم والمسؤوليات الهامة مسنود إلى الهيئة السعودية للحماية الفكرية، بوصفها الجهة المسؤولة عن تسجيل حقوق الملكية الفكرية باختلاف مساراتها، ومنحها وثائق الحماية وإنفاذها. وقد أثبتت الهيئة مدى الحاجة الجوهرية والضرورة القصوى لها من خلال نظامها وآليات عملها التي انعكست على تقدم المملكة في مراكز ومراتب ومؤشرات هذا المجال.

المملكة تسعى بدأب وفق رؤية مدروسة لتكون عملاقاً اقتصادياً، معتمدةً على أبنائها وبناتها الذين يتلقون أفضل تعليم داخلياً وخارجياً يؤهلهم أن يكونوا رواداً في الابتكار والإبداع في كل المجالات، وهنا يأتي الدور المهم الذي تنهض به الهيئة السعودية والاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية لحماية ما تنتجه عقول هؤلاء المبدعين.

]]>
احتياجات صحية مهمة https://arch.nshr.org.sa/?article=article14902 Tue, 27 Dec 2022 18:05:19 +0000 https://nshr.org.sa/?post_type=article&p=14902 المزيد]]> لا أحد ينكر تطوّر الخدمات الصحية في المملكة العربية السعودية وتنوّعها كمّاً وكيفاً عما كانت عليه في السابق، كما أن الدولة حريصة كل الحرص على زيادة عدد المستشفيات، بالإضافة إلى المراكز الصحية المنتشرة في الأحياء.

وبرزت الجهود المبذولة في تطوير القطاع الصحي من خلال التصدي لجائحة فيروس كورونا، وكان للمملكة دور هام في مواجهة آثار الجائحة صحياً واقتصادياً واجتماعياً، وتجاوز الأزمة بكل تحدياتها.

مؤخرًا كثرت بعض الأمراض النفسية والعصبية مثل التوحّد، وصعوبة الكلام، ومتلازمة داون (Down Syndrome)، ومشكلات الصم والبكم ونحو ذلك، مع قلة المراكز التي تستقبل هذه الحالات والتعامل معها، مما يضطر البعض للذهاب إلى أي مركز طبي تأهيلي خارج المملكة لمعالجة مثل هذه الحالات بتكلفة عالية، وقد يقول قائل بوجود خدمات من هذا النوع في القطاع الخاص، ولكنها بأسعار مُبالغ فيها كثيراً، وقد سألت طبيباً سعودياً لديه طفل توحّد عن رسوم المؤسسة الصحية التي يأخذ ابنه إليها، فقال ما يقارب 14 ألف ريال شهرياً.. طبعاً هذا مبلغ خيالي، ودليل واضح على جشع تلك المراكز.

اليوم يحتاج المجتمع وخاصة في المدن الرئيسية كالرياض وجدة والدمام إلى مراكز صحية من هذا النوع المتخصص تنشئها الجهات المختصة بدافع المنافسة في الخدمات كمّاً ونوعاً (ولو برسوم رمزية من أجل صيانتها وضمان استمرارها)، والاستفادة من الكفاءات الوطنية المتوافرة في مثل هذه الحالات والتي لم تلمسْ ترحيباً من مراكز القطاع الخاص يليق بها؛ نظراً لمنافسة المتعاقدين من الخارج بمرتّبات زهيدة تتيح لأصحاب هذه المراكز تحقيق أرباح جسيمة على حساب المصلحة العامة.

فالمملكة اليوم تعتبر رائدة اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً إقليمياً ودولياً، والعالم يتابع إنجازاتها الرائدة في جميع المجالات في هذا العهد الزاهر بقيادتها الكريمة الحكيمة.. حفظ الله المملكة وبارك فيها ونفع بها البلاد والعباد.

]]>
كيف نزرع القيم في النفوس؟ https://arch.nshr.org.sa/?article=article14724 Sun, 11 Sep 2022 05:01:21 +0000 https://nshr.org.sa/?post_type=article&p=14724 المزيد]]> قبل مدة، تابعت بشغف برنامجاً إنجليزياً شهيراً، يُخصص أغلب حلقاته وحواراته حول الأسرة وصناعة القيم. كانت حلقة مثيرة وصاخبة، بل أشبه بملتقى علمي وتخصصي دولي، فقد كانت المحاور عميقة وذكية، وكان الضيوف الخمسة من ثقافات وأعراق مختلفة، والحلقة معنونة بهذا السؤال الكبير: ما أفضل الطرق لصناعة القيم في نفوس الناشئة؟. بدأت الحلقة بتقرير طويل، يستعرض أهم وأشهر الأشكال والأساليب التي تُسهم في زرع القيم والمبادئ الإيجابية والفاعلة في فكر ومزاج الشرائح والمكونات الصغيرة والشابة في المجتمعات والأمم، كالمنزل والمدرسة والبيئة المحيطة ودور العبادة والأندية الرياضية وورش التعليم والتدريب والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون والقدوة والمثال والنقاش والحوار وغيرها من الأدوات والأساليب. وفي نهاية تلك الحلقة المثيرة، اتفق المشاركون على أن أفضل شكل وأسلوب لصناعة القيم والمفاهيم في نفوس ووجدان الناشئة هو الفن الدرامي والمسرحي والسينمائي، أي أن يتم تسريب وضخ القيم والمبادئ المراد زراعتها وتعزيزها عن طريق الحوارات والمشاهد المعدة والمصنوعة بذكاء ورشاقة، بعيدة عن المباشرة الخطابية والنصائح الوعظية.

صناعة القيم في نفوس ومشاعر البشر، ليس بالأمر البسيط أو السهل، بل هو عملية معقدة وشائكة وتحتاج للكثير من المقومات والمحفزات، لكي تنجح وتستمر تلك الزراعة القيمية المهمة. صناعة القيم، تتطلب وفرة وجودة معايير وقواعد، بعيدة كل البعد عن الأساليب الخطابية المباشرة وخالية من الممارسات التلقينية الوعظية.

في عصرنا الراهن المتسارع، والمزدحم بمختلف التقاطعات والمتناقضات، تحوّلت صناعة القيم والمُثل في فكر ومزاج الناشئة إلى عملية معقدة وملتبسة، وتحتاج إلى أدوات وأساليب ابتكارية وليست تقليدية، وتُعدّ الدراما التلفزيونية واحدة من أهم تلك الأشكال والأساليب الفعالة لصنع وتوجيه القيم والمشاعر، وذلك من خلال الحوارات والحبكات الدرامية المصنوعة بذكاء ووعي. الرسائل والتأثيرات المراد تمريرها وتعزيزها من خلال الحوارات والمشاهد الجذابة، تتسلل بحب وتلقائية وتؤثر بشكل سريع وعميق في قلوب وعقول الناشئة.

مسلسل تلفزيوني، يُصنع بوعي وذكاء، وبخطوط وسيناريوهات موضوعية وحرفية، ويُقدم أبطالاً وشخوصاً طبيعية وليست سوبرمانية تحمل بعض القيم والمشاعر الجميلة وتُناضل بواقعية وعقلانية من أجل تلك القيم والمبادئ، سيكون له أكبر الأثر في نفوس ومشاعر الأجيال الصغيرة والشابة التي هي في الأساس تعشق الفن الدرامي والمسرحي والسينمائي. فهذه الأجيال الناشئة قد سئمت من كل تلك الطرق والأساليب الكلاسيكية المباشرة لصناعة القيم والثقافات، سواء في بيوتهم أو مدارسهم أو مجتمعهم.

الدراما والمسرح والسينما، بل والفنون بمختلف أشكالها وألوانها ومستوياتها، هي الأكثر قدرة وتأثيراً ونجاحاً في صناعة القيم والمفاهيم والمشاعر في نفوس الأجيال الناشئة.

]]>
القوة الناعمة https://arch.nshr.org.sa/?article=article14723 Sun, 11 Sep 2022 05:00:31 +0000 https://nshr.org.sa/?post_type=article&p=14723 المزيد]]> على مدار أعوام مضت، ووصولاً لعصر رؤية 2030، حرصت المملكة على تعزيز قوتها الناعمة من علوم وفنون وثقافة؛ إيماناً من ولاة الأمر بأهمية هذه المجالات “مجتمعة” في صنع حاضر مزدهر، ومستقبل مشرق، يعزز من قدرتها على استقطاب المبدعين، وتفعيل الحوار والتواصل بين الأمم.

ونتاج هذا الحرص، ما تعيشه المملكة اليوم من أزهى عصور الاهتمام بالعلم والثقافة والفن والأدب، يساعدها على ذلك الإرث الحضاري الضخم، والتنوع الثقافي الذي ترسخ على أرض الجزيرة العربية على مر تاريخ طويل، والذي يحفل بشتى الحضارات الإنسانية.

وتعد النهضة الثقافية السعودية اليوم ترجمة حقيقية للطفرة الحضارية التي تعيشها البلاد خلال عقود ماضية، أنتجها المجتمع السعودي المثقف والواعي، الذي يتأهب لاحتلال موقعه على خريطة الثقافة العالمية، ويدعم هذه الطفرة العديد من المبادرات المهمة في قطاع الثقافة، منها الاستراتيجية الوطنية للثقافة التي أُعلن عنها في العام 2019 بهدف تطوير القطاع، وتضمنت 27 مبادرة تخدم 3 أهداف رئيسة، أولها الثقافة كنمط حياة، وثانيها الثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والأخير الثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية، وقد حققت المملكة الكثير من تلك الأهداف والتوجهات.

ولم تنس المملكة ضمن مبادراتها عامل التشجيع للمثقفين والمبدعين، فخصصت مبادرة “الجوائز الثقافية الوطنية”، للاحتفاء بإنجازاتهم في القطاعات الثقافية الستة عشر الرئيسة، التي اعتمدتها في وثيقة رؤيتها، وتضمنت 14 جائزة تغطي المجالات الثقافية كافة.

ومن صور التكريم والتشجيع، ذلك الحفل الذي نظمته وزارة الثقافة تحت رعاية ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وكرّمت فيه الفائزين بجوائز “مبادرة الجوائز” في دورتها الثانية، في مشهد يؤكد للعالم أن المملكة أصبحت منارة ثقافية، عربية الطابع وإسلامية المنشأ، كما أنها أصبحت بوابة للثقافة في المنطقة والعالم، من خلال إرثها الثقافي العريق، ومبدعيها في الكثير من النشاطات، وجاءت مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية لتكون مصدر إلهام لهؤلاء المبدعين، وركيزةً أساسية لدفع عجلة التنمية الثقافية والمعرفية نحو مزيد من التقدم.

ويبقى الجميل في الحفل نفسه، استحداث جائزة عالمية في النسخة المقبلة من المبادرة، تحت مسمى “جائزة التميز الثقافي الدولي”، ستكون مخصصة للاحتفاء بالشخصيات والمؤسسات الثقافية العالمية والإقليمية التي تثري المشهد الثقافي في شتى المجالات، وهذه الجائزة بمثابة رسالة تقدير لكل من ثابر واجتهد وأسهم في القطاعات الثقافية، وتعكس في الوقت نفسه حرص المملكة على فتح منافذ جديدة للإبداع والتعبير الثقافي، وتشجيع الحوار الثقافي مع العالم.

]]>
ابتكار للإنسانية https://arch.nshr.org.sa/?article=article14388 Tue, 08 Mar 2022 07:57:41 +0000 https://nshr.org.sa/?post_type=article&p=14388 المزيد]]> تتطلع المملكة في مختلف خطاها إلى خدمة الإنسانية ومواءمة مشروعاتها مع المستهدفات التي تمكّن الإنسان، وتستديم الحياة على الكوكب، وتشكل آفاقاً ابتكارية جديدة في مختلف المجالات.

ووفقاً لهذا التوجه المدعوم من قيادة طموحة، يمثل إجراء المملكة ممثلة بهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أول تجربـة اتصـال للجيل الخامس عبر أنظمة المنصات عالية الارتفاع (5G HAPS) على مستـوى العالـم في مشروع البحر الأحمر، منجزاً وطنياً جديداً يبرز مدى ما تتطلع إليه المملكة في مجال الابتكار والتقدم التقني.

وبنجاح هذه التجربة تقود المملكة فتح آفاق جديدة للاستخدامات التقنية وإيجاد الحلول المبتكرة لتغطية المناطق النائية حول العالم وإيصال خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات لتلك المناطق وفق أحدث التقنيات التي تراعي التوجهات العالمية في حماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية، وإيجاد حلول الاتصال الرقمية في حالات الطوارئ، وتوفير السعات المطلوبة للمناسبات والفعاليات المؤقتة.

وتحمل تلك الخطوة تصوراً حول مدى ريادة المملكة في تبني تقنيات الاتصالات اللاسلكية وتوفير حلول مبتكرة لتمكين التقنيات الناشئة، فضلاً عن إسهامها في توفير الحلول التقنية لخدمة البشرية من خلال ضمان استمرارية الخدمات في مختلف الأنحاء، حيث تسهم التقنية الجديدة في توفير حلول مبتكرة لتغطية المناطق النائية بخدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، التي يواجه مقدمو الخدمات فيها العديد من التحديات؛ بسبب تضاريسها الجغرافية الصعبة وما تشكله من صعوبات من حيث إيصال الخدمات وتكاليفها الباهظة من ناحية إنشاء البنى التحتية ومتابعة أدائها، وما تستلزمه من عمليات الصيانة والتحديثات الدورية؛ الأمر الذي يستدعي إيجاد حلول مبتكرة لتجاوز تلك التحديات خصوصاً على الصعيد الرقمي الذي بات المحرك الرئيس للعديد من القطاعات المهمة والحيوية.

وصول المملكة لهذا المنجز يترجم مدى ما تحظى به منظومة البحث والتطوير والابتكار من دعم ورعاية من لدن القيادة الرشيدة، وهو ما أدى لتحقيق العديد من المنجزات على صعيد تسخير التقنيات الرقمية؛ لخدمة الإنسان وتيسير الأعمال وتسهيل الإجراءات عبر حزمة واسعة من الحلول الرقمية المبتكرة.

]]>
موازنة المستهلك بين الدخل وتحديات المعيشة https://arch.nshr.org.sa/?article=article14390 Tue, 08 Mar 2022 07:57:03 +0000 https://nshr.org.sa/?post_type=article&p=14390 المزيد]]> يخضع المستهلك حال اتخاذه قرارات الإنفاق على متطلباته المعيشية، تحت عديد من العوامل المختلفة، التي بناء عليها يتحدد إنفاقه أو ادخاره، ويتحكم في ذلك – على سبيل المثال – مستوى الدخل الشهري، الذي قد يتاح للبعض إمكانية زيادته من خلال قنوات مشروعة بالتأكيد، فيما قد لا تتاح هذه الفرصة لبعض الأفراد. ومن تلك العوامل أيضا ارتفاع أسعار السلع والخدمات “التضخم”، ولا تتجاوز حدود المستهلك هنا سوى قدرته على التكيف مع هذا العامل أو المتغير، وأن يبحث عن البدائل الممكنة أمامه، وفق قدراته، من حيث الدخل الذي يجنيه شهريا، إما بالبحث عن بدائل السلع أو الخدمات الأدنى سعرا، أو بخفض إنفاقه، أو حتى بالاستغناء تماما عن أي منهما، إذا كانت تدخل ضمن باب الإنفاق على الكماليات الممكن التوقف عنها لفترة من الزمن.
أما على مستوى العوامل الممكن للمستهلك أن يتحكم فيها، فيأتي في مقدمتها إقدامه على الاقتراض (استهلاكي، عقاري)، وموافقته من عدمها على حجم الاستقطاع الشهري المنتظم من دخله، إما لفترة قد تمتد إلى خمسة أعوام إذا كان قرضا استهلاكيا، أو لفترة أطول قد تمتد إلى 20 عاما أو أكثر إذا كان قرضا عقاريا، إضافة إلى حمله البطاقات الائتمانية التي تستقطع هي أيضا جزءا من دخله الشهري، ويشترك جميع ما تقدم ذكره في استقطاع جزء من الدخل الشهري للمستهلك، الذي سيؤدي بدوره إلى خفض الدخل المتاح للإنفاق، وكل هذا يدخل تحت سيطرة المستهلك قبل الإقدام على أي من تلك النوافذ الاقراضية.
يدخل تفكير المستهلك فيما تقدم ذكره ضمن دائرة التخطيط المالي للفرد، وعمله الدؤوب على ضبط وتنظيم أموره المالية المختلفة بناء على قدرة دخله، ووفقا لمتطلباته المعيشية والمتنوعة، ودون إغفال مفاجآت الحياة خارج الحسبان التي قد تطرأ على الفرد في المستقبل قريبا أو بعيدا، وهو الجانب الأصعب في حياة الأغلبية منا، أن يضع المرء ضوابط معينة لتوزيع دخله على مختلف متطلبات الإنفاق المرتبطة برتم الحياة، والالتزام العالي باستقطاع جزء من الدخل لأجل الادخار، ومن ثم استثماره في القنوات الأدنى مخاطرة والأعلى ربحية. كما تختلف درجة صعوبته حسب شريحة العمر، وحسب حجم الالتزامات الملقاة على كاهل الفرد، وبالتأكيد حسب مستوى الدخل الشهري وأي تدفقات تدخل عليه، حيث تنخفض صعوبتها كلما كان عمر الفرد أصغر، وكلما انخفض حجم الالتزامات المالية عن كاهله، وكلما ارتفع مستوى الدخل. والعكس صحيح، مع تقدم المرء في العمر، ومع ارتفاع حجم التزاماته وانخفاض مستوى دخله، وتزداد الصعوبة أكثر بحال أصبح المرء ملتزما بسداد مستحقات قروض من أي نوع كانت سواء تجاه أشخاص أو تجاه مؤسسات تمويل، وتبرز أهمية وجدوى هذه المنهجية المثالية لتدبير الأمور المالية لأي فرد، كلما أخضع نفسه لها في عمر مبكر من حياته الوظيفية، بما سيفتح له آفاقا وخيارات أوسع في مستقبله، وهو الأمر النادر حدوثه لأسباب كثيرة جدا، ومختلفة أيضا حسب الظروف الحياتية التي يعايشها الأفراد وأسرهم وواقعهم المادي.
على أن “وصفة” الموازنة أو التخطيط المالي تختلف بحسب اختلاف الأوضاع المعيشية والعمرية من فرد إلى آخر، إلا أنه يوجد بعض المحددات المشتركة بين الموازنات تلك، لعل من أهمها وأكثرها أولوية: (1) ألا يلزم الفرد نفسه بسداد استقطاع منتظم لأي نوع من أنواع القروض تتجاوز نسبته 40 في المائة كحد أقصى من دخله الشهري. (2) أن يضع في صميم تخطيطه المالي المقترح نسبة من دخله للادخار مهما كانت تلك النسبة متدنية في البداية. (3) بحال قرر الفرد استثمار مدخراته مهما كان حجمها، أن يستشير الجهات المرخصة نظاميا، والتعرف من خلالها على القنوات الاستثمارية الملائمة له ولأوضاعه المادية والمعيشية. أما الجانب الذي لا يدخل ضمن ما تقدم من أولويات، بل إنه يتقدمها جميعها على الإطلاق، ولن تجده في أدبيات التخطيط المالي المتعارف عليها، الذي لا بد أن يلزم المرء نفسه به بصورة منتظمة، مهما صغر حجمه أو كبر، هو المتمثل في إنفاق الصدقة على من يستحقها، قال رسول الله ﷺ: (مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ) رواه مسلم.
ختاما، كما أنه لا يجب أن يقسو الفرد بالتشديد المفضي إلى البخل على نفسه وأسرته، فلا يجوز أيضا أن يفرط في الإسراف والإنفاق بأكثر مما يستطيع، ولا بما سيؤدي به إلى التورط فيما لا ولن تحمد عقباه لاحقا. وأن ندرك الكثير من الفروقات بين الناس وأوضاعهم المعيشية التي قدرها لهم رب العباد، فلا يقارن المرء نفسه بمن هو أغنى منه أو أفقر منه، فيضع الأمور في نصابها المتوافق مع أوضاعه المالية والمعيشية الخاصة به دون غيره. وكم هو الفارق كبير بين شاب أو شابة بدأ خوض حياته الوظيفية وأسرته – بحمد الله – تقف على وضع مالي جيد، يمكنهم أن يقدموا له مزيدا من الدعم والعون على مواجهة حياته الجديدة، وآخر قد تكون أسرته في أمس الحاجة إلى أن يبدأ في دعمهم وتقديم يد العون لهم، والمساهمة في تحسين أوضاعهم المعيشية بقدر ما يستطيع! وقس على ذلك الكثير والكثير جدا من الاختلافات المعيشية بين الأفراد، التي تتدخل بدرجة كبيرة جدا في تحديد النموذج الأمثل لكل فرد حسب أوضاعه الخاصة به منفردا.

]]>